أخبـار ابـن نـاصر

لا للتعديلات الدستورية

الثلاثاء، ٥ يونيو ٢٠٠٧

النكسة بين الماضي والحاضر والمستقبل


كان للنكسه يوم 5 يونيو عام 1967 اثر أليم في نفوس المصرين والعرب جميعا ولم يختلف احدا علي ذلك وكان الحديث حول اسباب النكسه ومن المسئول وكيف وقعت , لكننا سنتكلم هذه المره عن شيء مختلف وهو ماذا بعد النكسه ؟ ,وهل كانت النكسه عسكريه فقط ام شامله في جيع المجالات؟ ولماذا يبرم الناس معاهدات ؟ هل من اجل تجنب ويلات الحرب فقط ام من اجل صحوة شامله في الاقتصاد وكافة المجالات ؟؟

بعد النكسه وقيام الرئيس جمال عبد الناصر بالتنحي والعوده لصفوف الجماهير-في خطابه الرسمي- تندفع الجماهير الي الشوارع هاتفه بعودته حتي نزل البعض بملابس النوم! وايضا من الحكايات الطريفه وهي عندما جاء زكريا محي الدين –النائب الاول للرئيس- الي الرئيس جمال عبد الناصر يستغيث بعد ان قامت الجماهير في الشوارع بضربه لانها لا تريده بل تريد الرئيس عبد الناصر ! ولم يستطع عبد الناصر رفض مطلب الجماهير فظل في القياده وبدأت نقطة التحول في بناء الجيش وفي كافة المجالات فيجب ان نوضح ان النكسه كانت نكسه عسكريه فقط لم تكن نكسه اقتصاديه او فكريه او في مجالات اخري قد تكون فقط انعكست ظلال النكسه العسكريه علي باقي المجالات.. فمثلا قد تسلم عبد الناصر قيادة مصر-بعد الثوره- وكل انتاجها في الزراعه والصناعه لا يتجاوز 695 مليون جنيه .. فقفزت القيمه الكليه للإنتاج الي 1500 مليون جنيه سنه (63-64) ..ورغم النكسه فقد زاد الانتاج سنة (67-68) عن السنه السابقه بنسبة 8% ,وزادت الصادرات الصناعيه والبتروليه من 82,1 مليون جنيه سنة (66-67) .. الي 87,4 مليون جنيه سنة (68-69).. وفي السنه الاخيره تحقق لاول مره فائض في النقد الاجنبي في ميزان المدفوعات بلغ 7 ملاين جنيه !..وبعد النكسه بأقل من شهر بدات عمليات الجيش المصري واسعة النطاق ففي الاسبوع الثالث من النكسه تم تفجير مخازن الذخيرة الاسرائيلية وقطار الاجازات على سيناء وبعدها معركة راس العش واغارات القوات الجويه المصريه علي مواقع العدو بالضفه الشرقيه للقناه واغراق المدمره الاسرائيليه ايلات وبعدها بدأت حرب الاستنزاف والتي قام العديد من المصرين ببطولات فيها وقد خسرت اسرائيل فعلا الكثير والكثير وتعد هذه الخسائر 40 طيارا و 8371 قتيلا و 3141 جريحا واسيرا, وفقدت البحرية الاسرائيلية المدمرة ايلات ومعها سبعة زوارق وسفن متنوعة, وخسرت القوات البرية 72 دبابة و 119 مجنزرة و 81 مدفع هاون وكان لهذه الانجازات البطوليه شيء مهم وهو تحطيم الحاجز النفسي بين الجنود لمصريون وجنود العدو والاحساس با المصري قادر علي تحقيق الانتصار.
فدعونا نفكر معا اذا كنا في نكسه والاقتصاد والمعارك العسكريه هكذا فيكف نسمي واقعنا الاليم المليء بالنكسات بداية بصفر في الاقتصاد وصفر في المونديال وصفر في الرعايه الصحيه وصفر في الامن –ماعدا الامن السياسي بالطبع – وصفر في جميع المجالات..و يجب ان نفكر في هدف ابرام المعاهدات فهل الدول تبرم المعاهدات للنهضه ام لترجع للوراء وخشية الحرب فقط !وتري احد المسئولين يقول أن من انجازات الرئيس مبارك انه لم يقع في عصره اي حرب !-اي المحافظه علي معاهدة السلام- فنحن لا نحب الحرب بل نحب السلام لكن وما المقابل ؟ المقابل كل هذه النكسات ! فمثلا يوم تعديل الدستور اهل لان يصبح نكسه فعلا في تخريب الدستور وتقويض الحريات وجعل الدوله بوليسيه, ويوم توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل التي بها الكثير من التنازلات واقل التنازل بها التنازل عن قرية ام الرشراش (ايلات) والتي قيل انها فلسطينيه وهذا عندما رأو استحالة رجوعها مع المعاهده لانها الميناء الاساسي لاسرائيل ولن نتكلم عن ارجاع طابا بالتحكيم ليس بالمعاهده! ومعاهدة الاستسلام هذه هي سبب كل المشاكل التي تعيشها مصر الان وليس نكسة 67 فمعاهدة التنازل عن الاراضي العربيه والوحدده العربيه وحق شعب فلسطين واتمام الصفقات مع اسرائيل للتربح ووضع شروط في المعاهده علي مصر تذل اي مصري مثل ممنوع دخول اي عسكري ذو اسلحه ثقيله في سيناء قبل الحدود الاسرائيليه ب 30 كيلو ووضع مراقبين الدولين وكان نحن نفعل اي شيء حتي ننال رضاهم بأي ثمن وكل هذه حتي لا يحاربونا ! فما هو شعور اي مصري عندما يري السفاره الاسرائيليه في البلاد او الرئيس المصري يقبل ويحضن بشده سفاح من سفاحين الكيان الصهيوني؟ او يري –والمشهد يتكرر كثيرا-حراس الحدود المصريون يقتلون ولا يهتم احدا !

فأيهم نكسه حقيقيه في وجهة نظرك نكسة 67 العسكريه أم معاهدة 77 بداية النكسه الحقيقيه ام عصرنا الان وهو النكسه الشامله في كل المجالات ؟

ابن ناصر
ibn-nasser@hotmail.com



ليست هناك تعليقات: